الأطفال تحت الاحتلال

M
الاحد ٢٦-١١-٢٠٢٣ بقلم: دلال صائب عريقات   وفقًا لاتفاقية حقوق الطفل (CRC) لعام 1989، التي وقع عليها 196 طرفًا، وهي أكثر اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية التي تم التصديق عليها على نطاق واسع في العالم، تم تعريف الطفل  انه “كل فرد لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره وله كل الحق المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل”   صادقت حكومة إسرائيل على اتفاقية حقوق الطفل في عام 1991. وهذا يعني أن الحكومة الاسرائيلية ملزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تمتع كل طفل في البلاد، بغض النظر عمن يكون، بالحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية على قدم المساواة. ومن واجب الحكومة أيضًا تقديم تقرير عن التقدم المحرز إلى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل. تتضمن اتفاقية حقوق الطفل 4 ركائز أساسية – الحق في البقاء، والحق في الحماية، والحق في التنمية، والحق في المشاركة. وتستند هذه الحقوق إلى مبدأ عدم التمييز ويجب أن تتماشى جميع الإجراءات مع المصالح الفضلى للأطفال.دولة الاحتلال تنتهك الاتفاقية في كل موادها, لا تفرق في ممارساتها العنصرية الاحتلالية بين طفل ورجل ولا بين امرأة ورجل ولا بين صغير وكبير, كل ما هو فلسطيني هو هدف لالة الاحتلال اما  من خلال سياسات عنصرية يومية وحرمان من ابسط حقوق الحياة الامنة وحقوق العيش بسلام وحق التنقل والتعليم والسكن وغيرها من الحقوق البديهية حسب الإعلان العالمي لحقوق الانسان واتفاقية حقوق الطفل بالتحديد. يتعرض الكثير من الأطفال الفلسطينيين للمضايقة والتعذيب والسجن، ناهيك عن القتل بمجرد حملهم هوية فلسطينية. إن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تنتهك حقوق الأطفال فحسب، بل ترتكب مرة أخرى جريمة أخرى ضد الإنسانية ضد أطفال فلسطين. إسرائيل لا تحترم توقيعاتها على المعاهدات والاتفاقيات. قبل أكتوبر 2023 كان خلف قضبان الاحتلال أكثر من 175 طفلاً فلسطينياً أسيراً، يتم اعتقالهم بمخالفة واضحة لاتفاقية حقوق الطفل الموقعة من قبل إسرائيل. يتم الاعتقال بطرق همجية غير إنسانية في منتصف الليل عادة لإخفاء الحقيقة وتجنب توثيقها, يمنع الاحتلال متابعات المحامين او الصليب الأحمر الدولي, تمنع الزيارات, يتعرضون للضرب ويعانون المعاملة العنصرية والتعذيب حيث يحتجزون في  معتقلات لا تتوفر فيها ابسط حقوق الإنسانية, ولا تكتفي دولة الاحتلال بمخالفة القوانين وعدم السماح للقانون بان يأخذ مجراه بل يتمادون بوضع الاسرى وحتى الأطفال منهم في زنازين الحبس الانفرادي, العديد من الأطفال يعانون مشكل صحية ونفسية عقيمة بسبب ممارسات الاحتلال. تتمادى دولة الاحتلال باعتقال هؤلاء الأطفال غير ابهة لعمرهم او حقوقهم أو أي معاملة إنسانية, اليوم عدد الأطفال الاسرى في سجون الاحتلال تجاوز ال 500 . غير الأطفال المحرومين من ابائهم او امهاتهم او بيوتهم ومدارسهم والعابهم, محرومين من طفولتهم! اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977   يوم 29/11 من كل عام للاحتفاء باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني حسب القرار  40/32 حيث ان هذا التاريخ هو تاريخ اعتماد قرار تقسيم فلسطين  181 عام 1947.الشعب الفلسطيني اليوم لا يحتاج التعاطف، التضامن يعني العدالة والحرية والإفراج الفوري عن الأطفال, تبييض السجون وانهاء هذا الاحتلال العسكري طويل الامد. في الحديث عن الأطفال, مليون طفل في غزة يعانون من جرائم الحرب الإسرائيلية, بينما تجاوز عدد الشهداء الأطفال اكثر من 8000 في قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية بنيران إسرائيلية. هؤلاء الأطفال لهم الحق في الحماية ويجب أن يستمتعوا بالحياة! أطفال فلسطين لهم كامل حقوق أطفال العالم بالتساوي!!لا بد من وقف إطلاق النار في غزة من اجل هؤلاء الأطفال.  دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية وحل الصراع, كلية الدراسات العليا, الجامعة العربية الامريكية.

Leave a comment